لندن ـ «القدس العربي»: تمكن خبراء كمبيوتر من اكتشافيروس خطير يستهدف الهواتف المحمولة الذكية وغيرها من الأجهزة التي تتميز بخاصية البلوتوث، حيث تكمن خطورة الفيروس في أنه يحتاج إلى عشر ثواني فقط من أجل اصطياد الجهاز القريب منه جغرافياً والمفعلة فيه خاصية البلوتوث، وبعدها يكون قد سيطر على الجهاز وبدأ بتدمير المعلومات فيه.
ونقل موقع «وايرد» عن خبراء الكمبيوتر قولهم إن خطورة الفيروس الجديد تساوي خطورة فيروس الفدية الأشهر في العالم والذي يحمل الاسم «WannaCry» والذي سبق أن تسبب بكارثة الكترونية في العديد من دول العالم.
وقال خبراء شركة «آرميس لاب» الذين تمكنوا من اكتشاف الفيروس الجديد إنه يقوم بطريقة جديدة للقرصنة وتم تسميتها «BlueBorne» وهذه القرصنة يمكن أن تتسبب بنفس الذي يسببه فيروس «WannaCry» الذي أصاب نحو 300 ألف جهاز كمبيوتر حول العالم وتسبب بخسائر تقدر بمليار دولار أمريكي.
وأوضح الخبراء، أن خطر الفيروس الجديد يكمن في أن عمله يجري بشكل غير محسوس للمستخدم ويمكن أن ينتشر بشكل مستقل إلى الأجهزة القريبة من الجهاز المصاب.
ويؤكد موقع «وايرد» أن الشركات الكبرى المصنعة لأنظمة التشغيل، قد بدأت بالفعل في التصدي لهذه الثغرة.
وأكدت شركة «آبل» التي تنتج هواتف «آيفون» الأوسع انتشاراً في العالم أن الفيروس لا يشكل تهديدا للأجهزة التي تشغل إصدار نظام (iOS 10) أو ما هو أحدث، فيما أصدرت مايكروسوفت تحديثا لنظام «وندوز» لسد الثغرة، وأصدرت شركة «غوغل» أيضا تحديثها لنظام «آندرويد» من أجل تجنب هذا الفيروس.
وحسب تقرير موقع «وايرد» فان الفيروس الجديد ما زال يهدد ملايين الأجهزة في العالم التي تعمل وفقاً نظام التشغيل «لينوكس» ومن بينها الكثير من أجهزة التلفزيون الذكية التي تعمل على هذا النظام.
وكان فيروس الفدية «WannaCry» قد ضرب العالم في آذار/مارس من العام الماضي، حيث فوجئ مستخدمو الانترنت بوجود فيروس خبيث يضرب أجهزة الكمبيوتر الخاصة بهم، ويقضي على جميع الملفات الموجودة على الجهاز ويقوم بتشفيرها، ولم يقف الأمر عند هذا الحد، ولكنه تطور إلى إرسال تهديدات إلى أصحاب أجهزة الكمبيوتر بأنهم لن يتمكنوا من استرداد الملفات الخاصة بهم إلا بعد دفع مبالغ مالية كبيرة جدا إلى القراصنة الذين نفذوا الهجوم.
وتسبب الهجوم بتعطيل عدد كبير من أنظمة التشغيل المهمة في العالم من بينها مستشفيات في بريطانيا وقطارات في ألمانيا وهيئة البريد في روسيا وعدد كبير من الأجهزة الشخصية وكمبيوترات الشركات الصغيرة والمتوسطة في مختلف أنحاء العالم.
وطالب القراصنة حينها بتحويل مبلغ 300 بتكوين (البيتكوين الواحدة يبلغ سعرها الحالي حوالي الـ4 آلاف دولار أمريكي) من كل ضحية للفيروس حتى يتمكن من استرجاع ملفاته، وقد اعتمدوا عملة البتكوين الالكترونية حتى يصعب تتبعها، والتي بالفعل امتلأت بها محافظ القراصنة، حيث أنها غير خاضعة لأي شروط أو رقابة من البنوك المركزية العالمية، وقد حدد القراصنة مدة ثلاثة أيام لدفع البتكوينز وبعدها سوف تتم مضاعفة المبلغ وإذا لم يتم السداد خلال سبعة أيام لن يتمكن الضحية من فتح أي من ملفاته أو استرجاعها بأي طريقة كانت.
أما الميزة الأهم لفيروس الفدية الذي أرعب العالم فهو أنه ينتقل بسرعة رهيبة من جهاز إلى آخر عبر البريد الالكتروني، حيث يصل إلى الضحية رسالة عبر البريد الالكتروني تحتوي على رابط معين بمجرد الضغط عليه ينتقل الفيروس فورا إلى الجهاز، وقد اعتمد القراصنة على طريقة بشرية بحتة لانتشار الفيروس، وليست طريقة أتوماتيكية كما هي عادة أي فيروس، كما لا يعمل الفيروس على سرقة أي بيانات من الجهاز حيث أنه فقط لن يمكن الضحية من الدخول إلى الملفات الخاصة به.
Share on FacebookClick to share on TwitterClick to share on Google+
div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on">

تعليقات: (0) إضافة تعليق
اترك تعليقا وشاركنا رأيك